الاستاذة حظية .......والفعلة التربوية

انه اليوم الاول من العام الدارسي حاولت ان اقوم من فراشي واستقبل هذا اليوم بنشاط وفرحة مثل ما كنت  في الاعوام السابقة ولكنني بدأت الحظ فتور في همتي عام بعد عام فجلست اردد مقولة شوقي قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا محاولة رفع معنوياتي اللي في الحضيض ; انا مدرسة لغة عربية واجتماعيات  ومربية فصل  ثالث ابتدائي في المدرسة الابتدائية حق البنات  اللي بحارتنا مع العلم انني خريجة علوم سياسية واقتصاد  وكنت احلم بالعمل في السلك الدبلوماسي بس لاني ما عنديش اكتاف اتشعلق عليها وشأت الاقدار ان يكون العم عبده سعيد جارنا يشتغل في الخدمه المدنية فعرض على ابي مساعدتي بالحصول على درجة وظيفية و التي كانت بمقابل اخر قطعتين ذهب من ما تبقى من مهر امي  وهو الشيء اللي عرفته بعد شهور من حصولي على الدرجة الوظيفية اللي ومع صدمتي بعدم قدرتي للعمل في مجال دراستي اعتقدت انه  على الأقل من حقي الحصول على وظيفة مجانا وأنا كنت من اوائل دفعتي .

وفي طريقي لدكان العم حمود عشان اشتري كيس من الحلويات من اجل طالباتي وهو شيء تعودت اسويه من يوم  ; تذكرت شكل الأستاذة حليمة في اجتماع المعلمين قبل عامين وهي معصبة وتصيح وتتهمني باني اقوم برشوة الطالبات وان كثير من الاهالي طلبوا نقل بناتهم للفصل الذي انا مربيته ...وكم ندمت لاني لم ارد عليها ان السبب مش كيس الحلويات اللي اوزعه عليهن ولكن  لاني لم ادخل يوم الفصل وفي يدي عصى اطول مني ولان صوتي لم يسمعه سكان البيوت المجاورة للمدرسة و انا اتهم طالباتي بالغباء  واكتب فوق جبهتهن انهن غبيات!!!

”يا مرحبا يا مرحبا صباح الورد للأستاذة حقنا ‟ استقبلني عم حمود من باب الدكان بابتسامته المعهودة ” كيفك يا بنتي ها رجعتي للشقاء الله يعينك ‟ رديت عليه بتنيهدة خرجت مني لا اردياً  ”ربنا كريم يا عم حمود انت كيفك وخالة ام خالد كيف صحتها؟‟ ... ”له الحمد يا بنتي خالتك يوم ستر ويوم لطف الله يشفيها  الحمد لله خالد قدر ينقل شغله من تعز بعد ما طلعت روحه وقد تسلف راتب سنة لقدام عشان ينقل درجته صنعاء ويكون هو وزوجته معانا ينتبهوا لها معي ‟ ...”الله يشفيها ويبارك له....هيا هات لي كيس الرشوة حق كل سنه‟ .....شافني عم حمود باستغراب وعلامة تعجب طلعت فوق رأسه وبما انو متعود اني اقول كلام مالو داعي ما سالش مد لي كيس الحلويات وحطه بالكيس ....دفعت له الحساب وقد اني ماشيه الا وهو صيح لي ”استاذه حظية ممكن لو ماعليك كلافة اطلب منك شي ؟؟‟ ...”أنت تأمر يا عم حمود من عيوني خير ؟‟ ...”بسمة بنت خالد ابني سجلناها بالمدرسة حقكم هي بصف رابع وانا مابقدرش اخليها اول يوم تروح لوحده ولا بقدر اوصلها واغلق الدكان قدك عارفه اول اسبوع بالمدارس عاد الاهل فرحانين بجهالهم يجبوا لهم حق الجعالة ...لو بس تمسكي بيده معك لباب المدرسه تعملي فيني خير ‟ وطبعا لانو عارف اني مابقول لا فتح الباب اللي يوصل من داخل الدكان للبيت وصيح لبسمه

خرجت بسمه بفرحة اول يوم دراسي لابسه زي مدرسي لونه اخضر ولكن اللي لفت نظري غير اللون الجرادي للزي اللي قلت يمكن انها الزي حقها في المدرسه اللي كانت بها بتعز او لبس عادي لسه ما اشتروا لها زي رمادي المقرر للمدارس  انها كانت ان شعرها كان ضفيره معقوده بشريط ابيض ولابسه شرابات بيضاء وحذاء اسود يلمع نظافة ذكرتني بنفسي وانا صغيرة..قال لها جدها ”بسومه باتروحي اليوم المدرسة مع الاستاذة حظية امشي عاقل هوانا باجي اروحك بالمرواح‟ قالت له ”حاضر جدو ‟و مدت يدها الصغيرة لي وعيونها تلمع برائه وذكاء .

ومشينا والا اشوف 2 بنات لابسات نفس اللون الجرادي وفوقهن حجابات بيضاء اكبر منهن يدعسنهن وهن ماشيات وكل ما اقتربنا من باب المدرسة و اسراب الجراد في تكاثر وفجأة تنبهت انهم غيروا الزي من الرمادي بس ما اكنت اتوقع اللون الجرادي القاتي هذا مساكين الاطفال ومساكين احنا المدرسات والمدرسين يعني فوق ما قد الفصول فيها اكثر من 70 طالب/ه يزيد لونهم يكون زي الجراد والله ظلم  دخلنا حوش المدرسة وانو ملان بالجراد بكل الاحجام يوووه الفعلة

مر شهر من بداية العام الدراسي وكانت بسمة و اسألتها  الذكية هي محور يومي وانتظرها يوميا تفاجآني بذكائها وسرعة بديهتها ولكن اليوم فاجأتني بسؤال ”أستاذة حظية....يعني ايش لغلغيه؟؟‟ ..... جت لي صدمه عصبيه من سؤالها”بسمة من فين جبتي الكلمة هذه؟‟ وقفت وشدت يدها من يدي وشافت لي بنظرة حزينه ”في واحدة بنت ما ترضاش تلعب معي وتقلي انتي لغلغيه...بس اني ما عرفتوش ايش يعني لغلغيه!! هي تسبني صح ؟ ‟ احترت ايش اجاوبها وكيف افسر لها وانزعجت من انتقال هذه الالفاظ بين الاطفال ”شوفي يابسومه هذه كلمة مش شتيمه وهي برضه مش كلمة كويسة والناس تقولها للي يكون من تعز بس هي حاجه سيئة ولازم ما نكن نقولها لاحد احنا كلنا يمنيين ونحب بعض ‟ ابتسمت و كأنها وجدتها وقالت ”هااااااااااه زي ما يقولوا دحابشي يعني !! أستاذة يعني ايش دحباشي؟؟ ‟ كملت عليا الصدمة و انقذني صوت الجرس ومسكتها من يدها قلت لها يله بداء الطابور وانا مش عارفه ايش اقول لها اصلا.

مريت بدكان العم حمود ومالقيت بسمه كالعاده تنتظرني الساعه 7.30 بالباب ...”صباح الخير يا عم حمود وين بسومة؟؟‟ .... ” والله يا استاذة بسمة من يوم الخميس تعبانه محمومة وبحالة‟ ...”سلامتها يمكن تكون اكلت ايس كريم ابو فيمتو اللي يبيعوه باب المدرسة خلاص الواجبات خليها اليومين هذه ترتاح وبرجع اذاكر لها اللي فاتها‟...” لا لا مش حمى مش حق برد حق فجعة يا استاذة‟....”كيف يعني فجعة يا عم حمود ؟؟‟ ....” مدري كأنوا أحد فجعها لأنها تهذي وهي محمومة وتفز من النوم تصيح بسمة ما تروحش النار بسمه حبوبه ماتروحش النار ‟

مش عارفه ليش اول ما قال لي عم حمود الجملة هذه نطت قدام عيوني الاستاذة حليمة مربية فصل بسمة !!!.

من اللي فجع بسمة وايش فجع بسمة .....هذا اللي بتعرفوه الخميس الجاي