السبت، 1 نوفمبر 2014

حظية والتقارير الطبية (1)


دكتورة .....دكتورة الله يخليش دخلينا معش ....هذة اول جملة اسمعها مجرد ما أحط رجلي باب مدخل المستشفى الحكومي اللي حكم الله عليا بان اشتغل فيه ويضرب لي العسكري سلام ويقلي تفضلي يادكتورة وهو يحاول يفرق اهالي المرضى المتكدسين بجوار الباب ليتمكنوا من الدخول لزيارة مرضاهم (مع انه في موعد زيارة ولكن قد تفي حق الصبوح بالغرض)
دخلت  عشان ابصم الحضور و أرجلي تسبقني محاولة تخطي باب مكتب عبده سعيد موظف الشؤون المالية ابو سنة ذهب وبدله ملعوصة خرجت من فم بقرة واللي دائماً بيحاول يدخلني في صفقات التقارير الطبية المشبوهة اللي صار معروف وعيني عينك في المستشفى انه بيدير شبكة سمسرة لاصدار تقارير طبية لمن يدفع اكثر (سمعت انهم مرة طلعوا تقرير لمدير ادارة فى واحدة من الوزارات السيادية بأنة عنده سرطان في الامعاء تستدعي علاج مطول في المانيا برفقة 2 من عائلته على نفقة الدولة  مع ان الشخص ببساطة اللي كان معه غازات)
"صبااااااح الفل يا دكتورة حظية "....قفز لي زي الجني وابتسم ولمعت السنة الذهب وهو بيمسح بقايا سنتدوتش الفاصوليا اللي ملطخة فمه ,جاوبته متنجنبه النظر لوجهه صباح النور استاذ عبده وحاولت امر من جنبه ولكن نط لي للجهه الثانية وهو يأشر لباب مكتبه  تفضلي صبوح , قلت له "شكرا انا اصطبحت في البيت وعفوا لازم اروح عندي مريضة باتدخل العمليات بعد شويه لازم امر عليه ", كرر نفس الجملة اللي يقولها لي له شهور الان "هو توقيع صغير من الاصابع الحلوين ذول وباتعيشي في نعيم " وبنفس الرد اللي ارد عليه "لو ايدي  في يوم وقعت في تقرير من تقاريرك بقطعها"  فسح لي الطريق وقال بنبرة شماتة "لما نشوف راسك اليابس لفين بايوصلك..ناس مش حق نعمه" واصلت طريقي ,وهو يصيح "  يادكتورة على فكرة عليك خصومات من راتبك ومن النسبة " هزيت اكتافي بدون ما التفت له ورديت "اشبع بهم "وكملت طريقي وانا نفسي ارجع ادي له بوكس بين عيونه انزل سنته الذهب للارض .
مريت للمختبر عشان اتاكد من نتائج الفحوصات حق المريض جهزت قبل مايدخل العمليات , وكالعادة الممرضة الهندية راجا بتتصايح مع سليم الشاب الصومالي اللي بيشتغل في شركة التنظيف على نفس السبب هي تقله "ايس في انت ؟فين ديتول ؟ فين كلوركس ؟ انت مافي نزافة تمام " وهو يرد بنفس الرد لدرجة اني حفظته ورديت معه في نفس الوقت " مافيش...مافيش الشركة ماجابش لنا" , بعد الصباحات والتحيات على الزملاء في المختبر رحت أسال الدكتورة ايمان في قسم البايو على نتائج الفحوصات اللي طلبتها امس للمريض’ اللي مفروض تعمل عملية لاستئصال الكلى اليوم , قالت بثقة"مافيش نتائج العينات حق امس كلها خربت ....بانطلع نسحب له عينه ثانيه الان " حاولت امسك اعصابي واسالها بهدوء "كيف يعني خربت العينات ؟ المريض هذا مفروض يدخل العمليات اليوم له شهر في الانتظار وحالته بتتدهور يومياً" التفت لعندي وبدائت عيونها من خلف النقاب والنظارة تقدح شرار"والله هذه مش غلطتنا يا دكتورة الكهرباء طفيت ومااشتغل المولد الاتوماتيك لانه ما فيش ديزل فخربت العينات "
وشمرت عن ساعدها اللي مغطي ببعض الاساور الذهبية عشان تلبس القفازات و بعد ما جابتني من فوق لتحت بنظرة مافهمتهاش  عدلت نظارتها ومشيت , طبعاً في كلام متداول ان الدكتورة ايمان هذه من ضمن عصابة عبده سعيد حق التقارير المضروبة.

طلعت للطابق الثالث بالدرج لاني ما اضمنش الاصنصاير المخصص للاطباء في حالة انقطاع الكهرباء , وانا بفكر ايش ممكن اقول لأم المريضة اللي لها شهر تنتظر العمليه عشان تتخلص من كليتها اللي فشلت في اداء وظائفها وسببت لابنتها الالم الشديدة لشهور , سعدية شابة في العشرينات متزوجة وعندها طفلين من قرية نائيه على اطراف صنعاء , وصلت باب الغرفه ولقيت جنب سريرها لاول مرة رجل في يده طفله صغيرة ومن الطريقة اللي ماسكه بها سعدية يد البنت فهمت انها بنتها , وفهمت كمان ان القبيلي الواقف جنب السرير هو زوجها اللي رماها في المستشفى قبل شهر واليوم ظهر , قامت الام تجري من فوق الكرسي الخشب اللي جنب سرير سعدية لما شافتني وتحمل في عيونها نظرة عتب "دكتورة مش انتي قلت اليوم العملية ؟ الممرضة قالت ماشي عملية اليوم ؟للمة ؟ البنت تاعبه قوي وانتي قلتي انه عتفتهن لو بعدنا لها الكليه !!" مسكت بيدها اللي تشققت من العمل في الوادي وحاولت ابسط الموضوع " ياخالة عاد احنا نشتي نفعل لها فحوصات ثانيه قبل العمليه " التفت لعند بنتها وعيونها ملايانه دموع " ماعاد شي فيها دم يا دكتورة قد زلجينه الممرضات فحوصات" قربت لعند سعديه اللي فعلاً صار لونها شاحب من قلة التغذية وتدهور حالة الكلى عندها وسالتها لو البنت الحلوة هذه بنتها جاوبت باشارة من راسها تعني نعم , مديت يدي للشنطتي  ابحث عن اي شي اعطية للصغيرة والحمد لله محمد ابن اختي ما كملش كل الشكليت اللي في شنطتي , واخذته الطفلة على استحياء وتخبت وراء ابوها اللي سألني" يا دكتورة ايحين اتفعلوا لها العملية , وايحين عتضوي البيت توبه لعيالها وللبيت ولي ؟؟" حاولت اني اتجنب النظر لوجهه لاني كنت وقتها نفسي اشيل الحامل حق المغذية واكسر راسه به مش كفاية انه له شهر راميها وامها في المستشفى بدون مصروف لولا بعض الجمعيات الاهليه اللي بتعمل بعض الانشطه وتوزع بعض الاغذية والملابس على المرضى المحتاجين , لا جاي يسال متى باتروح تنتبه له , رديت عليه وانا بتفقد سجل مؤشرات الحرارة والضغط لسعدية اللي بتوضح ان حالتها بتتدهور يوم بعد الثاني "ان شاء الله قريب " وخرجت من الغرفه وقلبي يعتصر الم على سعديه  عشان في لحظة اسمع بكاء وعويل جاي من قسم الولادة سالت الممرضه الخارجه من القسم ايش حصل ؟ قالت واحده بنتها ماتت في الحضانة لما انطفت الكهرباء امس ,وقتها حسيت بان بركان باينفجر في راسي وتوجت لمكتب مدير المستشفى عشان حد يفهمني يعني ايش كهرباء تنطفي في مستشفى والمولد مايشتغلش وحياة المرضى المعلقه بالاجهزة !!

وللحكاية بقية 

الأحد، 9 مارس 2014

حظية والفيمينستا

"يا حافظ يا حفيظ " أصبحت أرددها مجرد ما أسمع رنة تلفوني المخصصة لمديرتي المبجلة "صوت سارينة الاسعاف" وعاد لو تعرف ان اسمها مكتوب "ام الصبيان" بايكون اخر يوم في عمري ربما (بس انا كتبته باللغة التشات الارقام والحروف اللي لايمكن تعرفها)
"الو ...حظية ..ايش اللي رسلتيه هذا اللملف مش قادرة افتحه " ..." صباح الخير استاذة الملف عادي يفتح عندي جربي تعيدي تحميله من الايميل و...." تقاطعني وهي تصيح " مش فااااضية  انتي عارفة اني عندي احتفال بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بالاتحاد وبعدين رايحه القي كلمة في احتفال نساء ضد العنف وانتي مرسله لي الكلمات في ملف مش قادرة افتحه قمة الاستهتار يا حظية" شهيق وزفير واحاول احافظ على هدوئي " استاذة انا كتبت لك الكلمات ورسلتهم لك في ملف بي دي اف ,وهذه مش اول مره ابعث لك ملف بي دي اف !!!! " فجأة اسمعها تصيح في الجانب الأخر " مااااااريا جعل لايدك الكسر انا بوري لك حرقتي لي المقرمة الشانيل اللي جبتها من باريس اخر مرة انا وبوري لك شغلك برجع بلادك تشحتي.......هاه حظية انا بستخدم اللابتوب الجديد ومافيهوش بي دي ززززفت " وفي محاولة مستميتة مني اني برضه احافظ على هدوئي " لانك يا أستاذة أخذتيه اول ما جابته المنظمة عشان مشروع محو أمية الانرنت للفتاة الريفية قبل مايجي المهندس يحمل له البرامج....خلاص الان برسله لك بنسخة ثانية" وطبعاً وكعادتها وبصووت عالي اطلقت امرها واقفلت التلفون " حظية اطبعيهم ورق ولاقيني لمقر الاتحاد بعد ربع ساعة "
طبعت الكلمات وخرجت اجري من المكتب ادور على تاكسي وبالطبع مافيش معي مجال اشارط واشارع وكالعادة محد بايرجع لي حق المواصلات , أخذت اول تاكسي وقف قدامي وطلبت منه يطير ويشوف طرق مختصرة , شافني في المراية وبابتسامة ابرزت اسنانة اللي اكلهن القات والشمة " للمة مستعجلة يا دكتورة في العجلة الندامة" قلتله بكل صرامة "لو سمحت شوف طريقك"

وصلت مقر الاتحاد الحمد لله ولسه الحفل مابدأش وكان هناك عدد من الناشطات والاعلاميات والصحفيين والصحفييات وعدد من اللي جايين يدعموا المرأة في يومها العالمي , و طبعاً ما اخذش مني الموضوع وقت عشان الاقي مديرتي العزيزة في وسط الكوكبة الرائعة لأن صوتها العالي قادني اليها بسهولة , وصلت وهي تتكلم عن دور الناشطات النسويات في دعم المرأة المهمشة وكيف اننا في جمعيتنا بندعم النساء والمشاريع اللي بنعملها وكيف ان فريق العمل كله من الفتيات , قربت وقفت جنبها ولماشافتني قالت بفرح وهذه حظية أحدى الشابات الرائعات من فريق الجمعية وانا ابتسمت ومديت لها الملف اللي فيه الاوراق اخذتهم وهي تبتسم وشكرتني وقربت مسكت كتفي واخذتني على جنب وهمست لي "مخصوم منك يومين "

السبت، 7 ديسمبر 2013

حظية تكشف سر القضية


فجأة فقزت حظية لعندي  وعيونها بتلمع وكأن لسان حالها يقول وجدتها قالت لي :عرررفت ليش اقتحموا مستشفى العرضي وقتلوا كل الطاقم الطبي وخربوا المستشفى 
التفت لها بلا مبالة وسألتها : ايوه ليش يا فالحة 
طبعاً ما عجبهاش ردي وعدم حماستي فتربعت على الكنبة اللي قدامي وفردت قامتها  ودار بيينا الحوار التالي 
حظية : ما هو افضل مستشفى في اليمن ؟ واللي فيه كل الامكانيات والناس بتدور وساطة عشان تدخله ؟ 
أنا : مستشفى العرضي 
حظية: و وقت حادثة جامع النهدين الى اين اسعفوا على صالح ومن كان معه في الجامع ؟
أنا : مستشفى العرضي 
شافتني وعدلت جلستها وعلامة النصر تجلت بين عيونها 
حظية: خلاص هذا هو حل القضية و السؤال اللي بيدور من اول امس في بالنا ليش استهدفوا  المستشفى والطاقم الطبي 
أنا : كيف يعني ؟
حظية:يوووووووه والبلادة اللي فيش هو ماعندهم حجه نزلوا لكم التقرير الاخبل هذا شعب مخدر 
علي صالح لما حاولوا يغتالوه فشلت العمليه لانه لقيوا لفين يسعفوه قاموا شغلوا مخهم الان وقلك نفجر ابو المستشفى ونقتل الاطباء والطاقم عشان لم نغتال هادي مايلاقيش من يسعفه 
فتحت فمي وتنحت لوجهها شوية 

حظية :يييه غلقي فمك عيدخل الذباب 
انا : انتي قصدك انه اللي حاولوا يغتالوا صالح هم نفسهم اللي حاولوا يغتالوا هادي 
حظية: لا ياشيخة امانه امانه ....صدق ماعند الامام حجة لما قطرن الشعب اليمني 

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

صنعاء اليمن ثانية


من حكم القدر عليا اني اعيش خارج اليمن ومقدر لي اني ازور صنعاء مره كل سنة وطبعا "كيف صنعاء يا حظية؟؟" هو السؤال الذي قابلوني به ابي وامي واخواتي حين عودتي , وقتها استهلت اساريري وتربعت فوق الكنبة واستفضت شرحاً لأحوال صنعاء :
يا جماعة الخير ما صنعاء قدي عجب عجاب ....شوارعها  نظيفة وملان اشجار وازهار  والمرور منظم ولا عاد تلقى دباب يوقف في نص الشارع وينظر لك باحتقار لما تطلب منه يفسح لك الطريق  ولا موتر ينط لك فجأة لقدامك او يزاحمك فوق الرصيف .
لا وايش كمان.....الماء قدو بيسفح من البيوت لدرجة ان المواطنين ماسكين دباب وبوالد ويرشوا الماء في الشوراع (يسقوا الزرع اللي امتلأت به صنعاء) ......ومن كثر مالتيار الكهربائي فائض اصبح المواطن ماشي ملذوع شعره واقف من الشحنات القهربائية , وطبعا ماعد فيش أي طوابير قدام المحطات عشان البترول والديزل خلاص اصلا بايخصخصوا شركة النفط ويكون يجي لنا البترول والديزل ديلفري للبيوت .
وطبعا مقدرش اقلكم سعادتي وانا بشوف ان الشحاتين اليمنيين اختفوا من الشوارع .....وتم استبدالهم بالسوريين (الله يرحم ضعفهم) ,لا وازيدكم من الشعر بيت الحملات الأمنية اللي مالية الشوارع واللي حسستني بالأمن والامان خصوصا والعسكري المعلول اللي شايل رشاش اثقل منه وماسك في يده اتريك ابو بطارية ويعمل فحص للعيون (شكلها حملة لمعرفة مدى استخدام المواطن اليمني للعدسات اللاصقة) ويسأل السواق وهو يتفل القات من فمه (معك سلاح ؟؟) .

حتى الشُقاة اللي في القاع قدهم لابسين بدلات ومنظمين ومعد فيش ريحة معفنه تستقبلكم اثناء مرورك من هناك , طبعاً الوعي السياسي ارتفع جداً عند المواطن اليمني لدرجة انه اول سؤال يسألك اللي يقابلك "أنت مع الحوثة ؟ او مع السلفيين ؟" ولما تسأله مين دول ؟ ومين دول؟ قطعوا ايد (الللي بالي باالكم ) ماله علم.
وبحكم اننا شعب مسلم ومحافظ وقبليي قد البنات يمشوا في الشارع بدون أي خوف ولا في سيارة توقف وتخطف بنات من الشوارع ولا في واحد شكله يخوف ومعفن يجلس في الدباب يتحرش بالسيدة الاربعينية اللي جالسه قدامه ولا يمد يده ويتحسس ظهر الطفلة ام 9 سنين اللي جنبها ......ابداااااااااااا استغفر الله هذاك الشي يحصل في بلاد الكفر احنا مسلممممممممممممين وقبااااااااااايل .

وبعدين اشوف الناس صحتهم احلوت  كذا و سمنوا ولونهم كذا زهزه دورت على السر قالوا اصلا اسعار الخضار والفواكه انخفضت لدرجة ان الكيلو الطماطم قدو ب800 ريال (يابلااااااااااشاة) والشعب بطل يخزن والحدائق والمتنزهات والاماكن الثقافية والعائلية انتشرت لدرجة ان الناس مش عارفين فين يروحوا من كثر الخيارات فبيضطروا يخلوا عيالهم يلعبوا في الشوارع جنب حفر البيارات .

اما الاتصالات والانترنت.....شيئ متطور يعني مثلا تعبي الكرت ابو 800 ريال (ب950 تشتريه) تعمل مكالمتين وبـــــــــح كمل , اما لو تشتي تبعث ايميل تجلس نص ساعة زيد لو معك ملفات مرفقة خذ لك ساعة (تنمي علاقتك بجهاز الكومبيوتر حقك تجلس تدور وتقلب في الملفات القديمة وتكتشف انه معك العاب ماكنتش داري بها), وطبعا ممكن تنمية لروح الارادة والتحدي عنك يقطع النت فجأة وقتها يكون اختبار قوة الصبر لديك بأنك تعيد الكرة من اول جديد (حاسة انه وزير المواصلات دارس تنمية بشرية و بيطبق بعض المبادئ على المشتركين في الخدمات)

طبعا أبي وامي واخواتي فتحوا فمهم وعيونهم وتنحوا لوجهي ...........قلت لهم خاطركم باروح انام واخليكم تستمعوا بحلمكم وبكرة اكمل لكم الحكاية 

وهذا علمي ولا جاكم شر......وحظية باتكمل لكم مذكرات رحلتها المكوكية في الاسابيع الجاية 

الأربعاء، 21 أغسطس 2013

جواز قهر


وشدي الهمة يا حظية .....مثل كل مرة تجي لي فرصة لحضور تدريب أو مؤتمر في دولة غير عربية (على أساس ان الدول العربية بتضرب لي تعظيم سلام) أحط ايدي على قلبي وانا رايحة أقدم للفيزا وأجلس اتذكر شكل كل موظفي السفارات الاجنبية والعربية اللي مريت عليهم من قبل ونظراتهم لي وتقليبهم جواز سفري بين ايديهم بنوع من التذمر وأسالتهم الاستخباراتية وطلباتهم المستفزة .

ومن كثر ما أردد الآية الكريمة "وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَكل ما أكون واقفة في طابور ختم الجوازات في أي مطار في العالم أصبح عقلي الباطن يرددها تلقائياً كل ما امسك جواز سفري بأيدي

ولليوم ما أنساش شكل ضابط الجوازات في مطار روما قبل سنوات واللي كان مبتسم وانا احط له جواز سفري اللي من الربشة حطيته مقلوب وبحكم انو لونه يشبه لون جواز السفر الاقوى في العالم (الأمريكي) وبمجرد ما قلبه وشاف النسر اليمني الاصيل (الفرق بين الجواز الامريكي واليمني النسر حقنا بطنه مشبوجة من القات والكندا بينما نسر العم سام رشيق وانيق ) انقلبت ملامح وجهه وكأن بقرة عمياء دعست على أرجوله ( او حاجه ثانية) شافني من فوق لتحت وجلس يـتأمل ملامحي والصورة الحلوة اللي بالجواز (كالعادة صور المستندات الرسمية كأن في شبح التقط الصورة للمواطن  او كان في وباء منتشر بالبلد يوم ماتصور) وجلس يتهجئ الاسم :- اوكي هاا هاادد هاديية (حظية بالإنجليزي مالهاش علاقة بي) ولا عادني بعين قوية اقله :حظية ( اشتي الايطالي ينطق الظاء) قال لي بنبرة استخباراتية : أنتي ايش جاية تعملي في اوروبا (قالها بالانجلش طبعاً) قلت له جايه احضر مؤتمر طلب الدعوة واشعار الاقامة تبع الفندق وانا كلهم بأيدي جاهزين بالترتيب ( خبرة في الوقفة المنيلة ذي ) شافني مره ثانية من فوووق لتحت وقال بنبرة حزم : فيزتك مدتها أسبوع لو تتأخري في مغادرة اوروبا يوم واحد فقط حيتم ترحيلك وعمل قضية لك ولن يتم السماح لك بدخول اوروبا مرة ثانية ....وقتها قرح عرق أم الجن برأسي وهو يتكلم خرجت له تذكرة العودة وحطيتها قدامه (اممم رزعتها بمعنى أصح ) وقلت له : شكراً على المعلومة بس انا راجعه قبل انتهاء الفيزا بيومين ومديت ايدي انو يله هات الجواز
طبعاً البشر اللي كانوا واقفين ورايا في الطابور او في الطابور الموازي كل واحد يطل برأسه يشوف ليش طالت وقفتي قدام الشباك ونظرة فضول في عيونهم .
وقتها كان نفسي أصيح واقلهم على ايش بتتفرجوا؟!!!
بفضل من لم يجعل لي كرامة في وطني او خارجة انا متهمة ...مشتبهاً بي ....أحمل في يدي جواز قهر وذل أطوف به السفارات والمطارات فقط لأنني يمنية ....أسألوا التاريخ عني أنا يمني.




الأربعاء، 13 فبراير 2013

حظية رومنسيز



ايش ده ؟ ايش ده ؟؟؟ ايش في ؟؟؟ الشعب فيبه حصبة جماعية والا ايش؟...اووو اووو ياحافظ  احفظنا البنوت لابسات مقارم حمر وشنط وجزم حمر وحامووووورة حمراء (شكله من الاصلي) واللي بيده ورد واللي متحمله دبدوب ماسك قلب مكتوب فيبه اي لوف يو !!.
لا لا لا ده كتييير ياربي ....منو ده ؟؟ تاااامر !!! هطشتوه من التي شيرت الاحمر اللي فوقه "اووو اوو تاااامر مالك يا مبهدل ؟ ايش عامل بنفسك  ؟؟ يدك ايش فيبه معوره رابطه بشريطه حمراء ايش في اضراب عمال ؟" قالي وهو مبتسم  " خالة حظية هابي فلانتين دااااي يا خالة " فلتوه من ايدي وسالته " مو اصله ده النفتلين داي؟؟؟ " ضحك المرجوج وخرج لي من جيب البنطلون اللي باقي قليل ويطحس من فوقه كرت فيبه قلوب حمر ومكتوب فيبه بالإنجليزي happy valentine’s day  وقال لي " اليوم عيد الحب يا خالة العشاق بالعالم كله يتهادوا ورد أحمر وقلوب وشوكولاتة ويعملوا حركات رومنسيز " وغمز لي المشاطل ودكمني بيدي "خالة ايش مابتهديش اليوم هدية لعمي سعيد وتعملوا سهرة رومنسيز أكيد بايجيب لك هدية اليوم موش؟؟!!" مسكته من اذنه " رمسسوا راسك يا بلا ادب واحد بدل ماتروح تذاكر لك كلمتين وتخلص التانوية اللي لك لابص فيبه سنتين ورمت قلب امك جالس تترندع ؟؟" سحب نفسه وهرب وهو يصيح "شعب يمني مافيش فايدة فيبكم ماتعرفوش تفرحوا  شويه ؟؟"
قلك نسوي سهرة رومنسيز اني وعمه سعيد ...سعيد زوجي اللي مافيش معه من السعادة الا الاسم ....سعيد يجيب لي هدية ؟؟ اخر هدية جابها لي كانت ايام الخطوبة جاب لي جزمة شراع بيضاء .
فكرتوا شويه بيني وبين نفسي قلت وانتي يا حظيه جربي تكوني رومنسيز واحتفلي بالنفتلاين داااي حقهم داا على وعسى !! معي درع ويل أحمر جديد بالبسة اليوم وجزعتوا لعند سمير صاحب دكان العطور شليتوا لسعيد قارورة عطر كلع لأخر الشهر لما تخرج الجمعية  وبالطريق شليتوا شويه فوفل ملبس وشوكولاتة ودقيتوا على الطاف أختي هبت لي قرم بخور عرايسي من اللي تبيعه .
دخلت باب العمارة الا واسمع صياح ...يا ساتر يارب ايش في ؟؟ الصوت من بيت ام سالم جارتنا اللي بالطابق الثاني ....عادني الف الشيذر باطلع الدرج الا وسالم يجري زي اللي يلحقه جني وجالس يقول استغفر الله استغفر الله .."سالم ايش فيبك يابني ؟ امك جرا له حاجه ؟؟" طار من جبني ...طلعتوا اجري لبيت ام سالم والباب كان مفتوح وصوت سعاد اخت سالم الصغيرة تبكي دقيت الباب ودخلت وام سالم ماسكه سعاد بحضنه وهي تبكي .." سلام عليكم  خير ولا شر ايش فيبكم ؟ مالها سعاد ؟ وسالم ايش فيبه ؟" ردت عليا ام سالم وصوتها مبحوح من الصياح "وعليكم السلام يا حظية اجلسي يااختي ايش اقلك بس الله يهيدوه سالم ضرب سعاد قلك ليش لابسه مقرمه حمراء تتشبه بالكفار !!" سكتوا دقيقه كنتوا احاول اربط بين الكفار والمقرمة الحمراء يمكن زوجة ابو لهب كانت تلبس مقرمه حمراء ده اول شي خطر ببالي , وكأنوا شكلي كان باين اني متنحه ام سالم كملت لي باقي الخبارة " يا حظيه اليوم عيد الفلانتييين " قاطعتها سعاد وهي تتشنهج "اماااااااه الفلانتاااااين" ام سالم حمت يده وخبطت سعاد بظهرها ورجعتها بحضنها "عيد ام الجن  اللي تخطفك انتي واخوك قلك يا حظيه عيد العشاق والبنت زي صاحباته لابسوا مقارم حمر شباب يدلعوا اعمارهم وسالم الله يهديه قلك ده حرام وتشبه بالكفار وكلمه منه وكلمه منها ضربها وقد اني اقلها تكن تسقله ماتجاوبش عليه وهي بلا ادب " انتفضت سعاد من حضن امها وصاحت " كسروا ايدو ولا باسكت له ولاشي يا خالة حظيه كل شي حرام وكفر حتى مولد النبي سوا لنا نون ومايسطرون ليش بانروح عند سيدتنا نحضر المولد ...اووف دي مش عيشة كل شي حرام وكل شي بدع " وشلت نفسها ودخلت غرفتها ورزعت الباب ..قمت جلست جنب ام سالم وقلتوا لها "بيني وبينك يا ام سالم يا أختي سالم الايام دي حاله مش عاجبني وايش حكاية الثوب القصير اللي لابسه وكيف تخليوه يمد يدوا على اخته وانتي تتفرجي ؟؟" تنهدت أم سالم وقالت لي بمرارة " ايش اسوي له من يوم ما مات ابوه وهو حاله تغير ومكانه سابط لي بالمعلامة اللي جنب الجامع ومعه الشويه العويله حق الدروس وكل شي حرام وبدع وكفر وبايعلمنا الدين من أول جديد" سكتوا شويه وقلت له "الله يهيده طيش شباب انتبهي له انتي بس والله يعينك خاطرك باطلع لي عادني مانجحتوش الغداء".
عادني افتح باب الشقة الا تلفون البيت يدق اجري اجاوب الا وهو سعيد يصيح "مالك ما تجاوبيش ؟؟ ايش كنتي خارج ؟؟ اكيد جالسه تهوري وتدوري من شقة لشقة !!" تعوذتوا من ابليس وقلتوا له "اهلا اهلا  لا كنتوا بالتواليت عزك الله ...ها خير في شي(واني خايفه يقلي بايروح معه ناس على الغداء كما دي عادته واني ماقد عملتش حاجه لدحين) ؟؟" هداء صوته وقال " ايوه بس جاء لنا ضيف بالشغل من صنعاء وعزمنا اليوم المدير غداء وقات عنده قلت اقلك مش تجلس تنتظرينا بالغداء" كتمت الزغروطه وعملت نفسي زعلانه " اوو وباتخليني اتغدي لوحدي ؟؟قدك تعرفني ماعرفش اكل لحالي ولو كلمتني من بدري كنت باروح عند الطاف يله خير ...سعيد لا تتاخرش بالليل مع موضوع كذا اشتيك فيبه تمام؟؟ تنحتح وقال "امممم خير ياطير ايش قد في معانا ؟؟ يله بانتكلم لما اروح مع السلامه"
قمت نظفت البيت وبخرت المجلس وجبت المسجلة وجهزت شريط حق محمد سعد عبدالله ..مطرب الآهات  وسويت شعري استشوار وبخرت الدرع الويل والمقرمة الحلى وقلت ليش ماسويش حركه زي حق المسلسلات وجهزتوا شمع بالصالة ورشيت شويه ورد مجفف كان معي بالممر عند مدخل الشقة .
جلستوا جنب الطاقة مراعيه لسعيد لما يروح ...ايووه اندكوا يوقف السيارة رحت طفيت التريكات ولصيت الشمع وجلست مراعيه له جنب باب الغرفة ,فتح الباب ودخل يصيح "حظيه ...حظية ايش ده ليش الكهرباء طافي حرقوا التريكات او ايش ؟؟ العمارة كله لاصي ؟ حظيه لاتكوني اكلتي فلوس الكهرباء وماسددتيش الفاتورة ؟؟" قرب لجنب الغرفة واني استويت فاتن حمامه وقفزتوا غميتوا على عيونه بيداتي و اقله "كل سنة وانت طيب يا حبيبي " وسعيد افتجع ونقز ودهف بي وصاح داك الصوت "جني ام الجن تشلك فجعتينا !! ايش من طيب ايش من خبر فاضي ؟" وراح يسرج التريك وهو يحطم ويرطم واني واقفه مكانه مش عارفه ايش اسوي رجع لعندي واني واقفه جنب الطاوله اللي جهزت الشوكولاتة والشمع والفلوفل فوقه  وعيونه خرجوا وهو يصيح " ايش ده كله ؟؟ مالك يا مجنونه من فين جبتي دي الحاجات ؟ وايش اللي لابساهو ده فيبك زار؟؟" مسكت نفسي و قلت له " اليوم عيد العشاق يا سعيد وجبت لك هديه قاروره عطر من اللي كنت تتعطر به زمان ايام الشبه " دخل الغرفة وهو يقول "حريم اخر زمان لحست امخخاكم المسلسلات التركيه قلك عيد العشاق كلام فاضي واكيد اشتريت الحاجات دي كله من مصروف البيت وانتي عارفه انه معنا مصروف ابنك اللي راح يدرس بماليزيا نشتي نوصيه اخر الشهر قد له بلا منحة تلات شهور  ..يا حرمه الناس تكبر وتعقل وانتي تكبري وتهتفي!! هيا بلا فراهه اشتي ارقد معي قومة الفجر "  وقتها كان نفسي افقش راس الليد تاااامر اللي قال لي كوني رومنسيز ياخالة حظية.
 ثاني يوم رجعتوا العطر لسمير وقسمتوا الشوكولاتة على طالباتي بالمدرسة وجبتوا الدرع الاحمر هدية لألطاف أختي ...
 ملعون ابو الرومنسيز من صدق قال تامر شعب يمني مايعرفش يفرح !!!




الثلاثاء، 5 فبراير 2013

مسيرة الالف ميل تبدئ......بلمسة


يا حظية وينك ؟؟ يا حظية ليش ما كملتيش باقي مذكراتك في الجامعة ؟؟ حظية منتظرين باقي حكاية الالف ميل !!

هذه الأسئلة لي فتره اسمعها بس يا جماعه والله اني غاطسه بين المحاضرات (اللي كلها بالإنجليزي ومانيش ملاحقه اترجم او افهم ) حتى لو جابوا واحد بريطاني ما عيفهمش اللهجة (اللوغة ) اللي بيتكلموا بها الدكاترة الا من رحم ربي منهم , وجالسه الاحق المراجع والملازم من مكتبة التاج  لمكتبة عبدو سعيد لعند المندوبة ( باركوا لنا نبتت لنا مندوبة للدفعة بنفس اسلوب تنبيت المندوب) .

مرت للان ثلاثة شهور وبدأت استوعب وافهم اللي بيدور حولي في هذا العالم العجيب وبدات اتعود على مخارج ومداخل الكلية ( مرة انا وايمان صاحبتي ضعنا وجلسنا اكثر من نص ساعه ندخل من باب ونخرج من ممر ولا درينا وين احنا وافتجعنا لايرجع يجي لنا السفاح حق كلية الطب اللي قالووا انو قتل البنات ) .

 قبل نص شهر من الان كنت انا وايمان بنذاكر في المكتبة وفي مادة الدكتور طالب مننا بحث نعمله على شكل مجموعات وكنا احنا ثلاث انا وايمان ومعانا واحده اسمها سلمى  ( سلمى دي قصتها غريبه اكثر الوقت ماتحضرش المحاضرات ولما نجلس معاها ماهيش عارفه ايش بندرس او عن ايش بنتكلم والغريب انو كانت تجي قبل الامتحانات وتجلس تجيب لنا اسئلة مكتوبه في ورق نحلها نساعدها وتقلنا يابنات يمكن ده يجي في الامتحان ركزوا عليه وفعلا والله حصلت اكثر من مرة ) المهم قسمنا الشغل بيننا وبدات اني ادور في المراجع في المكتبه حق الكليه اللي احدث كتاب فيها نسخة 1980 عادني ما قد كنتوش اتولدتوا اصلا , وكان في شي مافهمناش كيف نسويه وطلبنا من ايمان تروح للدكتور تساله وتفهم منه وراحت ايمان لعنده وانا جلست ادور في الكتب العتيقة اللي متوفرة في المكتبة وسلمى راحت تجيب ماء وفديت الوجه اللذي قفا (رجعت بعد يومين)

بعد نص ساعة رجعت ايمان وشكله غريب مدري كيف كانت متنحه وعيونها مشروغه بالدموع وايديها ترتعش واكلمها وماتردش عليا
"ايمان ...ايمان لقيتي الدكتور ؟؟؟ " وهي ولا ترد وماسكه بالورقة اللي بيدها وقد فعصتها قربت لجنبها هزيتها وهي نكزت قالت " هاه ايش ؟؟ ايوه لقيته وكان مشغول خلاص ارجعي روحي له انتي بكره " قالت الكلمتين وانا اسمع صوتها يحشرج بالبكاء وقامت قالت باتروح الحمام .

ثاني يوم كان عندنا محاضرة لنفس الدكتور حق البحث والغريب انو ايمان ماجتش بدري زي كل يوم ولا حجزت لنا في الصف الاول زي ما تعودت تعمل وجت متأخرة وجلست في اخر المدرج , ولما كملت المحاضرة حوشوا الطلبه والطالبات حول الدكتوروانا رحت لعندها قلت  "لها يله نروح له  "قالت  "روحي وحدك انا معي اوراق اروح اطبعهن بسرعة " ومشيت وفجأة اسمع صوتها ويدها تمسكني من كتفي تقلي " خلاص لا تروحي مش ضروري بانسال البنات  وهو دايما مشغول ومابتقدريش تاخذي منه خبر " وقفت وشفت فعلا الحواشه زادت قلت لها " خلاص باروح له  بعد المحاضرة الجاية " وقتها اول مره من يوم ماعرفت ايمان  عصبت عليا وصاحت فوقي وقالت بلهجة قوية "لا خلاص مافيش داعي قلنا كوني افهمي!!" وقتها فعلا تأكدت انو في شي مش طبيعي في ايمان, رحت معاها طبعنا الورق وقلت لها تعالي نروح نجلس في الحديقة اللي جنب مبنى طب الاسنان ( انا وايمان علاقتنا قويت كثير وكنا دايما نجلس لما يجي لنا مزاج نتكلم ونخطط لمستقبلنا ونحش على بيت عمي واهلها نروح نجلس هناك في الاوقات الفاضيه بين المحاضرات ويامكثرها كمان المحاضرات اللي مايجيش الدكتور او الدكتورة ولا يبلغوا بإلغائها اصلا ) اشترينا عصير وشوكولاتة  ورحنا جلسنا
وعادني الا فتحت فمي وقلت لها "ايمان ....مالك ؟" وهي انفجرت
 وجلست تبكي و خليتها لما هدأت وقلت لها " يله قلي لي بكيتي وتمخططتي يله يكفي وقلي لي ايش حصل؟" قالت اني برسب السنه هذه" وسكتت شويه وقالت " كلب ..حقير وعادني بسالها منو؟؟ "قالت رحت له اسأله عن البحث وكان لوحده في المكتب قال لي اجلسي وجلست في الكرسي اللي قدامه وسألني انتي اي دفعه وقلت له سنه اولى بشري ابتسام وحكحك دقنته وقال مستجدة يعني وقام قرب لعندي وبيقلي وريني ايش الأسئلة اللي معك وطرح يده فوق ظهر الكرسي وانا جالسه اقل له ايش الحاجات اللي مافهمناش في البحث ...." وسكتت شويه ورجعت تمسح دموعها اللي بللت البرقع وانا طبعا مقعيه لوجهها ومش مصدقة ( طبعا دكتورنا العزيز سمعته زي الفل في الكلية  مع طالبات سنة أولى بالذات هذا اللي عرفناه من بعد)
قالت ايمان وهي تفعص الشوكولاتة اللي بيدها "نزل يده من فوق ظهر الكرسي ولمس ظهري وبعدين يده الثانية قرب ومسك يدي اللي اكتب بها وقال لي ماشاء الله خطك حلو كثير بالإنجليزي....قمت بكوعي دكمته في بطنه وهو رجع لوراء وقمت اشتي اخرج ومش متذكرة كيف فتحت الباب وخرجت بس سمعته يقول انو بايرسبني السنه هذه "
والله وقتها ما عد عرفتوش ايش اقلها وكنت اشتي اروح لوسط المدرج واقل للدفعة كلها سكت شويه وقلت لها " يستاهل ولا يهمك مايقدرش يرسبك ولاشي انتي شاطرة ولو رسبك بانقدم تظلم ونطلب فتح الدفاتر يله شلي حقي الشوكولاته بدل اللي فعصتي ابوها هذه وخلينا نروح نلاحق المندوبة عشان جدول الترم الاول "

بعدها بيومين جت سلمي تسأل عن البحث وانو هل عرفنا الاشياء اللي كنا نشتي من الدكتور فقالت لها ايمان "لا بس بنسال بكره مندوب الدفعة وبأنشوف" قالت " اهووو عادكم باتراعوا للمندوب هاتوا لي الاسئلة  واني باروح له " وقتها انا وايمان لفتنا لبعض وبنظرة عين قلنا لبعض خلينا نقولها اللي حصل مع ايمان عشان تنتبه وفعلا قلنا لها والصاعقه اللي نزلت علينا لما ابتسمت سلمى بمرارة وقالت "" عااادي معروف دا الخبر ومش انتي اول واحده يا حبيبتي وهم كده بعض الدكاترة ..ياختي وانتي ايش بايحصل بك لمسه تفوت ومحد يموت وننجح ونتخارج سكهونا من العقد دي "

كلامها نزل علينا زي القنبلة وانا وايمان يمكن جلسنا دقايق معقيات لوجهها وبلعت ريقي وسألتها " يعني انتي عارفه انو يعمل كذا مع الطالبات ؟" قالت لي وكانها تسرد عليا حقائق علميه " شوفي يا حظية في كثير من عينة الدكتور دا في الكلية وعادك لو تسمعي بنات الامتياز ايش يقولوا وايش بيحصل معاهم بايشيب شعرك " وقتها فار دمي وتلاقت حواجبي وقلت لها "وطيب ليش ساكتات لهم ومحد اشتكى ولا فضحهم ؟" شافت لعندي كأني مجنونه وردت عليا باستنكار " مالك انتي ؟ يشتكوا بمن ؟ من بايصدقهم ؟ واصلا الكل عارف وساكت الناس تشتي تنجح وتتخارج وتعتقدي لو واحده اشتكت باينصفوها ؟ ايش بايحصل يعني ؟ باتستوي سمعتها على كل لسان وبالأول والاخير هو دكتور وهو الاقوى، المهم خصلوني هاتوا لي الاسئله خلينا نكمل امه البحث ده مش فاضيه  ولاتقلقيش يا ايمان مابترسبيش اني باكلمه " مدت لها ايمان ورقة الاسئلة واخذتها منها ومش متذكرة كم بقينا انا وايمان واقفت اماكننا ودارت في بالنا اسئلة كثير واستفسارات وتوضحت لنا صور كثيرة كنا مانفهماش ومنها الغمز واللمز بين الطالبات في الكافتريا لما واحده بتقل لصاحبتها انها رايحه للدكتور فلان تساله عن اللي با يجي في الامتحان وصوتها كان عالي .

وعرفت وقتها  ان مسيرة الالف ميل تبدئ......بلمسة