يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم .قمت من
النوم على رائحة الملوج الذي تخبزه أمي و اسير السوق ابيعه والذي غير مسموح لي ولإخوتي السبعة أن نأكل منه
إلا ما سقط في التنور سهواً او ما حرق على امي ; و صياح عمي مصلح زوج أمي (هو عمي أخو أبي
تزوج أمي بعد وفاة أبي من أجل رعايتنا يا سعم ) وهو يسأل بغضب " وين حظية؟؟" ...اسمع صوت أمي خائفاً يأتي من خلف طقطقة الحطب
في التنور " حظية عادها راقدة " فإذا بصوت عمي يعلو وهو متوجها
نحو الغرفة التي أنام بها أنا وأخواتي البنات (نحن أربع بنات و3
أولاد أنا أكبرهم ) " حظية .....حظية رقدة أهل الكهف
لهذه الساعة "
نكزت مفجوعة ومسحت ما تبقى من اثر للنوم في عيوني على اساس اني قدمن من النوم جالسة ارفع الغرفة الغرفة زبط عمي مصلح الباب بقوة اهتز لها زجاج
الشباك الوحيد في الغرفة اللي بننام ونأكل فيها ونستقبل الزوار (اذا سمح لنا) وقال " قمتي قامة قيامتك هيا فيسع
عاوني امك ورصي الملوج وجهزي نفسك اليوم اتسيري عند سوق القات" اهتدمين
بطوني لما سمعت "سوق القات" حاولت ان اطلب منه ان اجلس في مكاني المفضل جنب
الجامع ولكنه رفض وقال " سوق القات أحسن ...المصليين ماهمش حق شراء"
جاوبته وانا شانفجربكى " بس يا عم مصلح حق سوق القات قليلين أدب و حق
مجابرة مش حق شراء ...يشتري ملوجه بمائة ريال و يجابر بألف" زمجر العم مصلح بغضب "حظيـــــــــــة من غير هدار قومي يله
ومشتيش ترجعي وعاد معش ملوجة".
لبست ستارتي و المغموق و القفازات السوداء وحملتني أمي الملوج فوق رأسي ودعت لي بأن يجنبني
الله عيال الحرام اللي انا اصلا سايرة لعندهم بأرجلي .
مشيت
لسوق القات ورجل تتقدم ورجل تتأخر و أنا
أتمنى من الله أن يستجيب دعاء أمي ...في طريقي مريت من جبن ورشة إصلاح السيارات في
شارعنا سمعت صوت الأسطى مقبل وهو يصيح فوق أخي محمد ويسبه بألفاظ سيئة وكان نفسي ارجم بحجر
يكسر زجاج السيارة اللي بيصلحها (أخي محمد
كان طالب في الصف الثاني الإعدادي وكان متميز في دراسته وكان يتمنى أن يكون دكتور
ولكن بعد ما مات أبي وعمي تزوج أمي أخرجه من المدرسة و أرغمه على
العمل في ورشة مقبل)
وصلت إلى السوق ودارت عيني فيه ادور على حورية
صاحبتي اللي تبيع اللحوح في السوق ولقيتها مكانها المعتاد وسرعت خطوتي وانا ماشيه لعندها
وبسمع كلمات وألفاظ من موالعة القات السوق يقشعر لها البدن وصلت جنبها " سلام عليكم يا حورية ...وعليكم
السلام يا حظية ...ما هو كيف لوما انتي هنا اليوم ؟ وانتي مايعجبش تبيعي الا باب
الجامع.... " تنهدت بحرقة وقلت
لها " عمي مصلح اليوم صملني اجي هنا امره وحسبه الله ..قلي لي وين جت
الأوبل مابسرتهاش في مدخل السوق ؟؟" اقتلب وجهها وقالت وهي بتغطي اللحوح من الذباب
بنرفزة " اتعوذي من الشيطان
اتذكريهم ايجو الان عليهم من الله مايستحقوا"
جلسنا والمشتريين بيجوا لعندنا منهم من يشتي يشتري الملوج واللحوح وبعضهم حق
مجابرة ولغاج وفي اللي يشتي من يؤانسه في
مجلس قاته وأنا وحورية نحاول ان نتغاضى ومانسمح لاح يتطاول ولا نجاوب الا بالإشارة بعد
ماوقع في السوق قبل شهور لما حولنا السوق لساحةحرب
عندما حاول ضابط النجدة اللي اسمه الفندم صلاح انو يمسك يد حوريه وهي تمد له اللحوحه وشهرت به ملان السوق ومسكته من رقبته وماعد فضها
الا الشيخ حزام عاقل الحارة وخرج صلاح من السوق وهو يتهدد انو ايكسر شرف حورية ومن
وقتها عرف المقاوته اننا منطقة خطر ممنوع الاقتراب او التصوير .
واحنا منهمكات في البيع والشراء والحرص على
انو محد يغالطنا او يتبلانا انو مد لنا البيس وهو كذب نسمع صوت سارينة سيارة النجدة بيقرب من السوق التفتنا
لبعض انا وحورية وكنت اشتي اقوم اخطى لي من هنا ولكن حورية بعنادها اصرت على ان نجلس
وقالت لي وعيونها الخضر تبرق بالتحدي ”مشو سوق ابوه والله ما
نقوم و المرة هذه لو زيد فعل شي يا انا يا
هوو ‟
وقفت السيارة وتنبه
لنا الفندم صلاح ولمحت في عيونه نظرة حقد وغل ......نزل من السيارة وقرب لعندنا
والمقاوته كلهم انتبهوا اللي خرج من دكانه واللي شل العلاقية من يد الزبون وبطل
يبيع له واللي بلع الفذاحه اللي كانت في فمه
قرب والشر يتطاير من عيونه والتفت انا لحوريه وانها
بتلفت لعنده وعينها في عينه بتحدي .....وقف
قبالنا وتفرج لنا باحتقار وقال ”مش قلنا لكن ممنوع تبيعين
هنا؟؟؟ يله انقلعين ولا عاد ابسر لكن صورة في السوق ‟ قد كانت حورية عترد عليه
قرصتها في ركبتها وقلت له ”ان شاء الله انكمل الللي
باقي معانا ونخطا لنا ‟ التفت لحورية وقال ”كيف لوما اليوم بنت سعيدة الملحلحة وناجي السكران ساكته اليوم بلعت لسانها او مه ؟‟ وقتها عرفت ان المعركة الثانية عتبداء والله يستر (بالرغم
انو ابو حورية سكران 24 ساعة وهي تكرهه لانو يضربها هي وامها بس ما تسمحش لاحد
يتكلم عليه).
لفتت له حورية وقد عيونها بتتشارر ” ماعليك من ابي وامي واحنا في ملك الحكومة مش في باب بيتك‟ قرب
منها صلاح ومد يده للغطاء حق اللحوح اللي قبالها وقال لها ”لو عند ابوش شرف مانتي جالسه تطرطري من سوق لسوق
يابنت السكران وانا هنا الحكومة ‟ وقلب لها اللحوح للأرض .....انا طبعا قد كنت لفيت باقي الملوج وحضرت نفسي للمعركة
ويدي قريبة من الشبشب حقي ”عز الله القارئين‟ وانتي يا حوريه خفي يدش وطاااااخ فوق وجه الفندم العسكر
اللي فوق السيارة نزلوا جري والمقاوته قربوا وفي ناس هربوا طبعا وصلاح وقع مثل
الثور الهايج وبدء يشتم ويسب و مد يده
ايضرب حورية وانو لقي له ضربه فتاكه فوق راسه من شبشب حظية ; مسك يدي عسكري من حق الدوريه
والفندم صلاح مسكه حميد صاحب دكان القات اللي بنجلس جنبه وقال له يافندم مش هكذا
وبيصيح فوقنا ويلاعن وانا داريه انو فارح بالللي فعلناه به (هذا الصلاح اصلا قد المقاوته باغرين منه يفرض عليهم
اتاوات ويخزن له وللعسكر ببلاش..يعني حاميها حراميها ) ;
وقف صلاح وصيح للعسكر ”هاااتوهن
للاوبل وطلعوهن القسم الان‟ هو قال القسم وهاتوهن يعني احنا الثنتين يعني عيشلوني
انا وحوريه للقسم اهترعين بطوني وانا ابسر
عمي مصلح يخرجني من القسم وما ايوقع بعدها
حورية قالت ”القسم
القسم وانا اقدم فيك بلاغ تحرش ما هذه المره وانشوف من اللي صاحب الحق ‟ حاول بعض المقاوته وعاقل
الحارة انو يراجعوا صلاح وهو
ابدا ويده فوق خده اللي لطمته عليه حوريه
وشلونا فوق الاوبل للقسم........تشتوا تعرفوا ما وقع بي انا وحورية في القسم
؟ راعوا لي الخميس اللي عيجي
حق اليوم مشي حالية. الصدق القصة طلعت .................. رووووووووووعة. قصة جميلة كجمال بائعات اللحوح. إثارة و تشويق و قصة الم في مجتمع.
ردحذفاسمي : ماء البحر الذي لا يروي ؛).
رائعة ياخلود. تفاصيل قد تكون بسيطة ويومية لكنك تناولتيها بشكل جميل ومشوق.
ردحذفانها حظية اينما وجدت حظية وجدت يمنية
حذفمشاقولش مرة بستين راجل لان هذا عنصرة وتخلص شاقول مرة جدعة حميشة
ردحذفحالللللللللية القصة قوى خاص سلبية الناس والعم المتصلط
اسلوب شيق وحبكة قصصية رائعة استحقت الاضافة للمظلات وقائمة المتابعة .
ردحذفكوني بخير
ايتها المتميزة
مع خالص المودة
سليم
حملتيني من نافذتي الصغيرة إلى المقوات أمام بيتنا إلى عيون بلون البن تتجول بخوف في شارعنا :) بانتظار المزيد و أتمنى أن تنشري في الصحف المحلية كي يصل لك قارئات و قراء أكثر :)
ردحذفكل الود
سارة جمال
كعادنك رائعـة,,وماتزال عيني متشوقةً لقرآءة ماذا حصل!,,
ردحذفجداً راااائعه .... منتظرين ما حصل بعدها ...
ردحذفاخذتيني فعلا الى جو باب اليمن بؤرة التحرش و التخلف في اليمن .... اعتقد انت استخدمتي صور من الواقع لانو فعلا كان في بنت تبيع لحوح وعيونها خضر .. وكانوا يشتغلوها شغل الله يعينها هههههه
ردحذفمحمد جميل صويلح